انتهاكات الاحتلال لقرار محكمة العدل الدولية بعد الأسبوع الأول من إقراره

في 26 يناير/كانون الثاني 2024، أقرت محكمة العدل الدولية بوجود احتمال لقيام حكومة الاحتلال بتنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وعليه أمرت المحكمة، حكومة الاحتلال:



  1. 1. منع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية.

  2. 2. منع ومعاقبة التحريض العلني على الإبادة الجماعية.

  3. ضمان وصول المساعدات والخدمات للفلسطينيين.


في الأسبوع الذي تلا حكم محكمة العدل الدولية، كان من المتوقع أن تستمر حكومة الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، في انتهاك واضح للأمر الملزم قانونًيا، وفي ظل حصانة تامة من العقاب، إذ قال رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق بحكم محكمة العدل الدولية، في 27 كانون الثاني/يناير، إن “إسرائيل ستتصرف وفقًا لما هو مطلوب لأمننا”. أما الدول الثالثة فقد فشلت في التزامها بمنع أعمال الإبادة الجماعية هذه أو دعمتها.


وفيما يلي ملخص لانتهاكات الاحتلال الموثقة، خلال الأسبوع الأول من قرار محكمة العدل الدولية:



  1. أعمال الإبادة الجماعية المستمرة – أعمال القتل والتسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير:



  • في الأسبوع الأول بعد قرار المحكمة، قتل جيش الاحتلال حوالي 936 فلسطينيًا (من بينهم 500 طفل) وأصاب 1,650 آخرين، ليصل إجمالي عدد الشهداء منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى ما لا يقل عن 27,100 وإصابة 66,000.

  • في إحدى عمليات القتل المروعة التي راح ضحيتها خمسة أفراد من عائلة واحدة هذا الأسبوع، وثّق تسجيل صوتي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اللحظات الأخيرة قبل المجزرة التي ارتكبت ضد عائلة فلسطينية، إذ اتصلت ليان حمادة، 15 عاما، بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طالبة المساعدة، بعد أن حاصرت دبابة إسرائيلية العائلة واستهدفت سيارتهم. وكانت آخر كلمات ليان “يطلقون النار علينا، الدبابة جنبنا”، قبل أن يسمع دوي إطلاق نار كثيف. قُتلت ليان وإخوتها الثلاثة ووالداها، بينما بقيت هند البالغة من العمر 6 سنوات محاصرة داخل السيارة،ومحاطة بجثث أفراد عائلتها الشهداء.

  • تم العثور على مقبرة جماعية في شمال قطاع غزة، حيث تم العثور على ما لا يقل عن 30 جثة لفلسطيني مقيدي الأيدي ومعصوبي العينين. دعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى إجراء تحقيق في اتهامات بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت أسرى “بأفظع الأشكال”.

  • على مدار الأسبوع، تبادل الفلسطينيون في غزة المفرج عنهم من سجون الاحتلال روايات مروعة عن التعذيب والضرب والتجويع والإذلال وسوء المعاملة.


أعمال الإبادة الجماعية المستمرة – التهجير القسري وفرض ظروف معيشية تؤدي إلى الدمار المادي:



  • كثّف جيش الاحتلال هجماته على المستشفيات، بما فيها مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خان يونس. وفي مستشفى ناصر المحاصر، أدى ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي وانهيار الخدمات الطبية. وأفاد أحد الأطباء أن 95 بالمائة من الموظفين فروا إلى رفح، لأن القوات الاحتلال “تقصف أي شيء أمامهم”. علاوة على ذلك، تواصل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 يوما على مستشفى الأمل، الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وخلال الأسبوع، داهمت قوات الاحتلال المستشفى، وطالبت العاملين والنازحين الذين لجأوا إليه، بإخلائه تحت تهديد السلاح. كما قتلت قوات الاحتلال اثنين من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقرب من المستشفى. وخرج المستشفى المحاصر عن الخدمة، ودفن عشرات الشهداء الفلسطينيين في مقابر جماعية، في ساحات مستشفيي ناصر والأمل، لعدم تمكنهم من نقلهم إلى مكان آخر بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.

  • وضع مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى مزري، إذ أنهم محرومون من العلاج بسبب استهداف المرافق الصحية. يواجه أكثر من 1,100 مريض غسيل الكلى الواقع المرير المتمثل في عدم قدرتهم على الوصول إلى خدمات غسيل الكلى، وهناك تقارير تفيد بأن بعض مرضى غسيل الكلى قد ماتوا نتيجة لذلك، فيما أصبحت خدمات تشخيص السرطان غير متوفرة، علمًا بأنه يتم تشخيص ما يزيد عن 2000 مريض بالسرطان سنويًا في قطاع غزة.

  • يواجه 225,000 شخص، يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و45,000 مريض يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، و71,000 مريض بالسكري، نقصًا حادًا في الأدوية، ونقص العلاج الطبي، وسوء التغذية.

  • عدم الحصول على مياه الشرب النظيفة في المحافظات الشمالية من غزة.

  • صدرت أوامر لآلاف الأشخاص بإخلاء خان يونس، حيث تم استهداف العديد منهم بإطلاق النار عليهم واستجوابهم واحتجازهم، وتجريدهم من إنسانيتهم. ووصل الآلاف من الفارين من خان يونس إلى رفح، حيث ينام الناس في الشوارع وفي مخيمات غمرتها مياه الصرف الصحي. وشدد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي غالانت على أن إسرائيل لا تنوي وقف عمليتها العسكرية في غزة في أي وقت قريب، قائلا: “إننا نحقق مهمتنا في خان يونس، وسوف نصل أيضا إلى رفح ونقضي على العناصر الإرهابية التي تهددنا”.

  • في 29 كانون الثاني/يناير، أمرت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة غزة بالإخلاء باتجاه الجنوب. وتضم هذه المنطقة حوالي 88 ألف نازح فلسطيني يتم تهجيرهم قسراً مرة أخرى.


تعطيل وصول المساعدات الإنسانية:



  • تم إدخال قدر أقل من المساعدات يوميًا إلى غزة، مقارنة بمتوسط ​​الشاحنات التي تدخل غزة يوميًا قبل 26 كانون الثاني/يناير. في المتوسط، دخلت 64 شاحنة يوميًا بين 27 و31 يناير 2023 (بيانات 1 و2 فبراير غير متوفرة). وخلال الأسبوع الممتد من 19 إلى 25 يناير، دخلت 156 شاحنة يوميًا في المتوسط.

  • بعد أن أمرت محكمة العدل الدولية حكومة الاحتلال بضمان وصول الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، زعمت حكومة الاحتلال أن موظفي الأونروا متورطون في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وبعد ذلك، علقت 16 دولة تبرعاتها للوكالة، ولتشجيع مزيد من المانحين على تعليق تبرعاتهم، قال وزير خارجية الاحتلال كاتس، إنه يجب استبدال الأونروا بمجرد انتهاء القتال في غزة. قد يؤدي وقف تمويل الأونروا، وهي الوكالة الإنسانية الرئيسية في غزة، إلى عدم قدرة الأونروا على تقديم الخدمات الإنسانية لغزة بحلول نهاية شهر فبراير.

  • خلال الأسبوع الأول من قرار محكمة العدل الدولية، حاول عدد من المتظاهرين الإسرائيليين منع شاحنات المساعدات الإنسانية من الدخول إلى غزة عند معبر كرم أبو سالم.


التحريض العلني على الإبادة الجماعية



  • لم يوجه المدعي العام الإسرائيلي أي اتهامات ضد أي إسرائيلي، بسبب إصدار بيانات تحرض على الإبادة جماعية.

  • دعا الحاخام دوف ليئور، الزعيم الروحي لحزب عوتسما يهوديت، الإسرائيليين إلى كسر حرمة يوم السبت لمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

  • حضر 11 وزيرا و15 عضو كنيست مؤتمرا عقد يوم 28 كانون الثاني/يناير، في مركز المؤتمرات الدولي بالقدس نظمته “ناخالا” (مجموعة إسرائيلية تؤيد توسيع المستوطنات اليهودية)، وكان المؤتمر بعنوان “المستوطنات تجلب الأمن”، ودعا إلى ضم غزة. كما دعا وزير الأمن القومي للاحتلال، إيتمار بن غفير، إلى “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين، في مؤتمر “العودة إلى غزة” في القدس، ورسم خريطة لـ 21 مستوطنة سيتم وضعها.

  • قالت دانييلا فايس، مديرة ناخالا، لشبكة ان بي سي: “بعد 7 أكتوبر تغير التاريخ، إنها نهاية الوجود العربي في غزة. إنها النهاية. وبدلا منهم، سيكون هناك الكثير والكثير من اليهود الذين سيعودون إلى المستوطنات، وسيبنون مستوطنات جديدة”.


يواصل جنود الاحتلال الإسرائيلي تصوير أنفسهم وهم يرتكبون جرائم في غزة:



  • في أحد مقاطع الفيديو، يمكن رؤية جندي يبتسم بينما يتم تفجير الحي.

  • يظهر مقطع فيديو جنديًا يجبر معتقلين معصوبي الأعين على الاعتراف بأنهم عبيد.

  • مقطع فيديو يظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي يقفون فوق عدد من الشبان الفلسطينيين، بعد أن عصبوا أعينهم وقيدوا أيديهم خلف ظهورهم.

  • مقطع فيديو آخر لجنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يستهزئون بالفلسطينيين، أثناء إجبارهم على ترك منازلهم ومرورهم بحاجز تفتيش في جنوب